يكون في الأصل مصدرًا أطلق على اسم المفعول. وليست مصدرًا قياسيًا؛ لأن الفعل منه (أهدى) رباعيًا، فقياس مصدره (إهداء).
فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرجِعُ المُرسَلُونَ:
الفاء: للعطف. نَاظِرَةٌ: مرفوع عطفًا على "مُرسِلَه"، التي هي خبر "إِنَّ".
بِمَ: الباء: للجرّ. مَا: اسم استفهام في محل جرّ بالباء. قال الفراء: "حذفت (الألف) من قوله "بِمَ"؛ لأنها بمعنى بأي شيء يرجع المرسلون. وإذا كانت "مَا" في موضع (أيّ)، ثم وصلت بحرف خافض نقصت الألف من "مَا" ليُعرف الاستفهام من الخبر. وإذا أتممتها فصواب". واعترضه النحاس فقال: "هذا من الشذوذ التي جاء القرآن بخلافها". والجارّ والمجرور "بِمَ" متعلّق بـ "يَرجِعُ". وقال السمين: "وقد وَهَم الحوفي فجعلها متعلّقة بـ "نَاظِرَةٌ".وهذا لا يستقيم؛ لأن اسم الاستفهام له صدر الكلام، و"بِمَ يَرجِعُ" معلّق لـ "نَاظِرَةٌ".
* وجملة: "إِنِّي مُرسِلَةٌ ... " معطوفة على ما تقدم، وداخلة في حيِّز القول فهي في محل نصب.
وقال أبو السعود: "أتت بالجملة الاسمية الدالة على الثبات المصدَّرة بحرف التحقيق للإيذان بأنها مزمعة على رأيها، لا يلويها عنه صارف، ولا يثنيها عاطف".
{فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)} (?)
فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ:
الفاء: فصيحة عاطفة على محذوف مقدر؛ أي: فأرسلت بالهدية أو بالرسل فلما