* وجملة: "وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ" يجوز فيها وجهان:
أحدهما: أن تكون من تمام كلام بلقيس: والواو: للعطف فهي في محل نصب لوقوعها في حيِّز القول. والجملة على هذا مؤكدة لمضمون ما قبلها على لسانها، فلا محل لها من الإعراب بهذا الاعتبار.
والثاني: أنها من كلام الله تعالى، مصدقًا به قولها. وهو المرويّ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "هو من قول الله تعالى معرفًا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته ومخبرًا به". وعلى ذلك فالواو للاستئناف، والجملة اعتراض تذييلي لا محل له من الإعراب.
وهذا الوجه هو الراجح عند الزجاج قال: "هو من قول الله - عزَّ وجلَّ - لأنها قد ذكرت أنهم يفسدون، فليس في تكرير هذا منها فائدة".
وقال الشهاب: ""وَكَذَلِكَ يَفعَلُونَ" أي: الملوك أو سليمان ومن معه، وهذا أَوْلى، فإنه يكون تأسيسًا لا تأكيدًا".
{وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)} (?)
وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ:
الواو: للعطف. إِنِّي: حرف ناسخ مؤكِّد. والياء: في محل نصب، اسمه. مُرْسِلَةٌ: خبر "إِنَّ" مرفوع. إِلَيهِم: جارّ، والضمير في محل جرّ به، والجار والمجرور متعلق بـ "مُرسِلَةٌ".
بِهَدِيَّةٍ: جارّ ومجرور، وهو متعلّق بـ "مُرسِلَة" كذلك. والتنكير للتفخيم، أي: بهدية عظيمة.
قال السمين: الهدية "اسم للمهدى فيحتمل أَنْ يكون اسمًا صريحًا، ويحتمل أن