النحاس إلى أن "في الْآخِرَةِ" للتبيين، وليس متعلّقًا بـ "الْأَخْسَرُونَ". وقال الشهاب: "تقديمه للفاصلة أو للحصر".
وجاء في "الْأَخْسَرُونَ" أنه أفعل تفضيل مجموع جمع سلامة، وهو رأي جمهور المعربين. وخالف عنهم ابن عطية فقال: "الْأَخْسَرُونَ" جمع (أخسريّ). "لأن (أفعل) صفةً لا يُجمع إلا أن يضاف فتقوى رتبته في الأسماء، وفي هذا نظر". وردَّ أبو حيان زعم ابن عطية. فقال: "ولا نظر في أنه يُجْمع جمع سلامة وجمع تكسير إذا كان بـ (أل)، بل لا يجوز فيه إلا ذلك إذا كان قبله ما يطابق الجمعية؛ فتقول: الزيدون هم الأفضلون والأفاضل، والهنداتُ هن الفُضْليات والفُضْل.
وأما قوله: "لا يُجْمع إلا أن يضاف فلا يتعين إذ ذاك جمعه. بل إذا أضيف إلى نكرة فلا يجوز جمعه، وإن أضيف إلى معرفة جاز فيه الجمع والإفراد".
ووجه التفضيل في "الْأَخْسَرُونَ" يجوز فيه أنه بالنسبة إلى الكفّار من حيث اختلاف الزمان والمكان .. وذهب الزمخشري والكرماني إلى أنه للمبالغة لا للشركة لأن المؤمن لا خسران له. والجواب: إن الخسران راجع إلى شيء واحد باعتبار اختلاف زمانه ومكانه.
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)} (?)
وَإِنَّكَ: الواو: للاستئناف. إِنَّ: حرف ناسخ مؤكد. والكاف: في محل نصب، اسمه. لَتُلَقَّى: اللام: مزحلقة. تُلَقَّى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدّرة للتعذُّر. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت). الْقُرْآنَ: مفعول ثان منصوب. قال السمين: " (لَقي) مُخَفَّفًا يتعدّى لواحد، وبالتضعيف يتعدّى لاثنين؛