لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب. تَرَ: مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة. وفاعله ضمير مستتر تقديره (أنت).
قال أبو السعود: "والخطاب لكل من تتأتى منه الرؤية للقصد إلى أن حالهم من الجلاء والظهور بحيث لا تختص براءٍ دون راءٍ".
أَنَّهُم: حرف مصدري ناسخ مؤكّد. والضمير: في محل نصب اسمه.
في كلِّ: جار ومجرور. وَادٍ: مجرور بالإضافة، وعلامة جره كسرة مقدّرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.
يَهِيمُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون والواو: في محل رفع فاعل.
وفي خبر "أَنَّ" أقوال:
أحدها: أنه جملة "يَهِيمُونَ" فهي في محل رفع، و"في كل وَادٍ" متعلّق بالفعل.
والثاني: أنه متعلق الجارّ، أي: إنّهم كائنون في كل واد. و"يَهِيمُونَ" في محل نصب على الحال. وناصبه ما تعلق به الجارّ أو نفس الجار.
والثالث: أنه من باب الخبر المتعدد، أي: إن (متعلق الجار) و"يَهِيمُونَ" كلاهما خبر، عند من يجيز تعدد الخبر مطلقًا.
- و"أَنَّهُمْ في كلِّ وَادٍ ... " مصدر مُؤَوَّل في محل نصب مفعول "تر".
وجملة: "ألم تَرَ أَنَّهُم ... " استشهاد لما تقدّم وتقرير له، فلا محل لها من الإعراب.
وقال السمين: "وهذا من باب الاستعارة البليغة والتمثيل الرائع. شبّه جولاتهم في أفانين القول وطرائق المدح والذم والتشبيب وأنواع الشعر بِهَيْمِ الهائم في كل وجه وطريق".