واختلف في المقصود بالخطاب في الآي، فذهب قوم منهم النحاس وأبو حيان إلى أن الخطاب في الحقيقة للسامع؛ لأنه تعالى قد علم أن ذلك لا يمكن أن يكون من الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وقال بعضهم: الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمقصود غيره. وجعله أبو السعود "تهييجًا وحثا على ازدياد الإخلاص، ولطفا لسائر المكلفين ببيان أن الإشراك من القبح والسوء، بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره عنه، فكيف بِمَنْ عداه". وقال الشهاب: "أتى على منوال: إيّاكِ أعني فاسمعي يا جارة. وهذا وجه بديع في مثله. فتيقَّظْ".
{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)}
وَأنذِرْ: الواو: للعطف، على أن المخاطب في الآية السابقة هو النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أَنذِرْ: فعل أمر، والفاعل مستتر تقديره (أنت). عَشِيرتَك: مفعول به منصوب، والكاف: في محل جرّ بالإضافة. الأقرَبِينَ: صفة منصوبة، وعلامة النصب (الياء).
* والجملة معطوفة على "فَلَا تدعُ ... "؛ فلا محل لها من الإعراب.
{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)} (?)
وَاخفِض: الواو: للعطف. اخْفِضْ: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره (أنت). جَناحَكَ: مفعول به منصوب. والكاف: في محل جرّ بالإضافة.
لِمَنِ: اللام: للجرّ. مَنْ: موصول في محل جرّ باللام. وهو متعلّق بـ "اخفض". اتَّبعَكَ: فعل ماض. والكاف: في محل نصب مفعول به.
مِنَ المؤمنِينَ: جار ومجرور، وعلامة الجرّ (الياء). و"مِنَ" فيه للتبيين لإفادة التعميم، أو للتبعيض. قال أبو السعود: "على أن المراد بالمؤمنين المشارفون للإيمان أو المصدقون باللسان فحسب".