- والمصدر المؤول "أن يعلمه ... " في محل رفع اسم (الكون) مؤخَّر.
واختلف في مرجع الضمير من "يعلمه"، فقيل: إنه عائد إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -، والمعنى: أن يعلمَ محمدًا علماءُ بني إسرائيل. وإليه ذهب الفراء، قال: "أي: يعلمون علم محمد أنه نبي في كتابهم". ولم يرتضه الزمخشري فقال: وليس بواضح، وكذلك قال أبو حيان: وتناسق الضمائر لشيء واحد أوضح. وقدَّره الهمداني: ألم يكن لهم علمُ علماء بني إسرائيل آية.
* والجملة "أَوَلَمْ يكن ... " استئناف مسوق للإنكار على المشركين جحدهم القرآن بعد الأدلة القاطعة.
{وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)} (?)
وَلَو نَزَّلْنَاهُ:
الواو: للعطف. لَوْ: حرف شرط غير جازم. نَزَّلناهُ: فعل ماض وهو فعل الشرط، ونَا: في محل رفع فاعل. والهاء: في محل نصب مفعول به.
عَلى بَعْضِ: جارّ ومجرور، وهو متعلّق بـ "نَزَّلْنَا".
الأعجَمِينَ: مجرور بالإضافة، وعلامة الجرّ (الياء). وفي "أَعْجَمِينَ" كلام طويل، إذ الإشكال أنه من باب (أفعل) الذي مؤنّثه (فعلاء). وهذا لا يجمع جمع سلامة عند البصريين، والكوفيون يجيزونه. قال: الفراء: "جمع (أعجم) أو (أعجمي) على حذف ياء النسب، كما قالوا: الأشعرين، وواحدهم أشعري".
وقال ابن الأنباري: "جمع (أعجمي) وأصله أعجميِّين، فاستثقلوا اجتماع