قال الفراء: "أكثر كلام العرب أن يقولوا: قومك قليل وقومنا كثير. و (قليلون) و (كثيرون) جائز عربي، وإنما جاز؛ لأن القلّة إنما تدخلهم جميعًا".
وقال الزجاج: "وقال: قَلِيلُونَ" فجمع (قليل)، كما يُقال: هؤلاء واحدٌ وواحدون".
وقال ابن الأنباري: "إنما جُمِعَ وإنْ كان لفظُ الشرذمة لفظ المفرد؛ لأن الشرذمة جماعة من الناس، فوافق رؤوس الآي".
وقال ابن عطية: "الشرذمة من كل شيء بقيته الخسيسة".
* وجملة: "إِنَّ هَؤُلَاءِ ... " مقول قول مضمر؛ فهو في محل نصب، وهذا القول يجوز أن يكون في محل نصب على الحال، أي: أَرْسَلَهم قائلًا ... ، ويجوز أن يكون تفسيرًا لـ "أَرْسَل"، فلا يكون له محل من الإعراب.
{وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)} (?)
وَإِنَّهُمْ: الواو: للعطف. إِنَّهُمْ: حرف ناسخ مؤكّد. والضمير: في محل نصب اسم "إِنَّ". لَنَا: اللام: للجرّ. ونَا: في محل جرّ به. وهو متعلق بـ "غَائِظُونَ".
قال الشهاب: "تقديم "لَنَا" للحصر والفاصلة، واللام: لجعله بمنزلة اللازم، أو للتقوية". غَائِظُونَ: خبر "إِنَّ" مرفوع، وعلامة الرفع (الواو).
* وجملة: "وَإِنَّهُمْ لَنَا ... " معطوفة على ما تقدمها؛ فلا محل لها من الإعراب.
كما أنها داخلة في حيز القول المضمر؛ فهي بهذا الاعتبار في محل نصب.