بيانه غير مرّة، فلا محل له من الإعراب.

وقال الزمخشري: "فان قلتَ: كيف قال أولًا: {إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}، وآخرًا: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}؟ . قلت: لَايَنَ أولًا، فلما رأى منهم شدة الشكيمة في العناد وقلة الإصغاء إلى عرض الحجج، خَاشَنَ وَعَارَضَ {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} بقوله: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} ".

{قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)} (?)

{قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي}:

قَالَ: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره (هو) يعود على فرعون.

لَئِنِ: اللام: موطئة للقسم المحذوف. إِنْ: حرف شرط جازم.

اتَّخَذْتَ: فعل ماض في محلّ جزم، وهو فعل الشرط. والتاء: في محل رفع فاعل. إِلهًا: مفعول به منصوب. غَيْرِي: صفة منصوبة، وعلامة النصب فتحة مقدَّرة مَنَعَ من ظهورها الحركةُ المناسبة. وياء النفس: في محل جرّ بالإضافة.

{لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}:

اللام: واقعة في جواب القسم. أَجْعَلَنَّكَ: فعل مضارع مبني على الفتح في محل رفع. والنون المشددة: للتوكيد، والكاف: في محل نصب مفعول به أول. والفاعل مستتر وجوبًا تقديره (أنا). مِنَ الْمَسْجُونِينَ: جارّ ومجرور في محل نصب مفعول ثان للجعل. وعلامة الجرّ الياء. وقال السّمين: "إنما عَدَلَ عن (لَأَسْجُنَنَّك) وهو أخصّ، لأن فيه مبالغة ليست في ذاك". وقال أبو السعود" (أل) فيها للعهد، أي: لأجعلنَّك ممن عرفت حالهم في سجوني".

* وقوله: "لَأَجْعَلَنَّكَ ... " جملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015