وجزاء معًا. قال: "فإن قلت: "إِذًا" حرف جواب وجزاء معًا، والكلام وقع جوابًا لفرعون، فكيف وقع جزاء؟ قلت: قال فرعون: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ}، فيه معنى أنك جازيت نعمتي بما فَعَلْتَ. فقال له موسى: نعم فَعَلْتُها مجازيًا لك تسليمًا لقوله. كأن نعمته كانت عنده جديرة بأن تُجازى بنحو ذلك الجزاء". قال أبو حيان: "وهذا مذهب سيبويه، يعني أنها للجواب والجزاء معًا. قال: ولكن شُرَّاح الكِتاب فهموا أنها قد تتخلف عن الجزاء، والجوابُ معنى ملازمٌ لها ... وإنما أردنا أن ما قاله الزمخشري ليس هو الصحيح ولا قول الأكثرين".
ولمحقق البحر المحيط تعليق جيد حصّل فيه المسألة فقال: "عند الفارسي قد تكون للجواب وحده؛ فمعناها اللازم هو الجواب. وأما الجزاء فتارة يوجد معها، وتارة لا يوجد. فالأكثر عنده أن تكون جوابًا لي (إِنْ) أو (لَوْ) ظاهرتين أو مقدّرتين، نحو: (إن زرتني إذن أكرمْك) و (لو تصدَّقتَ إذن تثاب)، فتكون للجواب والجزاء معًا، وهذا الغالب فيها. وتبقى للجواب إذا كان المضارع بعدها حالًا، نحو: (إذن أظنك صادقًا) في جواب: (أُحبُّك) فلا جواب هنا؛ لأن ظن المصدِّق وأقع في الحال، والجزاء مستقبل أو ماض، فلا مدخل له في الحال".
وذهب ابن عطية إلى أن "إِذًا" صلة في الكلام أيعني أنها زائدة، ، وكأنها بمعنى (حينئذ). وردّه أبو حيان، قال: "ليس بصلة فهي حرف معنى، وقوله: وكأنها بمعنى (حينئذ) ينبغي أن يجعل قوله تفسير معنى".
{وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}:
الواو: حالية. أَنَا: في محل رفع مبتدأ. مِنَ الضَّالِّينَ: جارّ ومجرور، وعلامة الجرّ الياء. وهو متعلّق بمحذوف خبر عن "أَنَا".
* وجملة: "وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ" في محل نصب حال. وفي تفسير قوله تعالى: "مِنَ الضَّالِّينَ" أقوال كثيرة لا مدخل لها في الإعراب.
* وقوله: "فَعَلْتُهَا إِذًا ... " في محل نصب مقول القول.
* وجملة: "قَالَ فَعَلْتُهَا ... " استئنافية جوابًا لسؤال مقدّر؛ فلا محل لها من الإعراب. وقد تقدَّم أمثاله كثيرًا.