قال الزمخشري: "جمع الله له الاستجابتين معًا في قوله: {كَلَّا فَاذْهَبَا}، لأنه استدفعه بلاءهم فوعده بالدفع بردعه عن الخوف. والتمس الموازرة بأخيه فأجابه بقوله: "اذْهَبَا"، أي: اذهب أنت والذي طلبته هارون".
{إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ}:
إِنَّا: حرف ناسخ مؤكِّد. ونَا: في محل نصب اسمه.
{مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ}: فيه من أوجه الإعراب ما يأتي:
الأول: مَعَكُم: ظرف منصوب، والضمير في محل جرّ بالإضافة. والظرف متعلق بـ "مُستَمِعُونَ". مُسْتَمِعُونَ: خبر "إِنَّ" مرفوع، وعلامة رفعه الواو. "وقدم الظرف للاهتمام أو للفاصلة أو الاختصاص إن أُريد معين مخصوص". قاله الشهاب.
الثاني: مَعَكُم: ظرف متعلّق بمحذوف خبر عن "إِنَّ"، مُسْتَمِعُونَ: خبر ثان مرفوع.
وفي استعمال صورة الجمع "مَعَكُم" مقرونة بموسى وهارون عليهما السلام، أقوال:
الأول: أن صورة الجمع يراد بها المثنى.
الثاني: أن المعني هو موسى وهارون وفرعون.
الثالث: أنه لموسى وهارون ومن تبعهما من بني إسرائيل.
والراجح أن المعية هنا تكون بتخليص أحد المتخاصمين بنصرة الحق والانتقام من المبطل.
* وجملة: {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} تعليلية للردع عن الخوف، ومزيد تسليته تعالى لموسى وهارون، فلا محل لها من الإعراب.