الصدر، وامتناعَ انطلاق اللسان، أي: إني خائفٌ ضيقُ الصدر غيرُ منطلق اللسان". وعلى هذا الوجه أكثر المعربين.
الثاني: أن الجملتين استئناف فلا محل لهما من الإعراب. ولم يذكر العكبري غيره.
{فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ}:
الفاء: للترتيب وإفادة العلية. قال الشهاب: "رتّب استدعاء ضم أخيه وإشراكه له في الأمر على العلل الثلاث، وهو مأخوذ من الفاء". ويجوز أن تكون الفصيحة وقبلها شرط مقدّر، أي: إن تكن هذه حالي فأرسل. أَرْسِلْ: فعل في صيغة الأمر، أريد به الدعاء والتضرع، وفاعله مستتر تقديره (أنت). ومفعوله مقدّر؛ أي: فأرسل جبريل أو الملك، أو فأرسلني مضمومًا إلى هارون.
{إِلَى هَارُونَ}: جارّ ومجرور، وعلامة الجر الفتحة. والجارّ متعلّق بمحذوف حال. وقال الهمداني: "ولك أن تبقي "إِلَى" على بابه، فيكون "إِلَى" في موضع الحال من "مُوسَى" متعلقًا بهذا المقدّر المنصوب على الحال".
{وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)}
{وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ}:
الواو: للعطف. لَهُمْ: اللام: للجر، والضمير: في محل جرّ به، وهو متعلّق بمحذوف خبر مقدّم. عَلَيَّ: عَلَى: جارّ، وياء النفس: في محل جرٍّ به، وهو متعلِّق بما تعلَّق به "لَهُمْ". ذَنبٌ: مبتدأ مؤخَّر مرفوع. ويجوز أن يكون فاعلًا بالاستقرار المقدّر؛ أي: استقر لهم عليّ ذنب. قال الزمخشري: "وسمَّى تبعة الذنب ذنبًا، كما سمى جزاء السيئة سيئة". وقيل: هو على تقدير مضاف محذوف، أي: دعوى ذنب، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.
* والجملة معطوفة على ما تقدَّم عطف القصة على القصة.
{فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}:
الفاء: لترتيب ما بعدها على ما قبلها. أَخَافُ: مضارع مرفوع، وفاعله ضمير