مِنْ أَزْوَاجِنَا: جار ومجرور، ونَا: في محل جر بالإضافة. ويجوز في "مِن" أن تكون ابتدائية، أو أن تكون بيانية على رأي مَنْ يجيزُ تقديم المبيِّن على المبين. وإلى القول بأنها بيانية للتجريد ذهب الزمخشري، وتقديره عنده: هب لنا قرة أعين من أزواجنا، كقولك: رأيت منك أسدًا، أي: أنت أسد. واعترض ذلك أبو حيان؛ لأن "مِن" التي لبيان الجنس لا بد أن تتقدم المبيَّن ثم يؤتى بـ "مِن" البيانية". أما الشهاب فقال: "مِن" التجريدية تحتملهما" [يعني التقديم والتأخير].
وَذُرِيَّاتِنَا: الواو: للعطف. ذُرِّيَّاتِنَا: معطوف على المجرور قبله. ونَا: في محل جر بالإضافة.
- و"مِن أَزوَاجِنَا ... " يجوز أن يتعلّق بـ "هَبْ"، إذا جعلت "مِن" للابتداء، وأن يتعلَّق بمحذوف حال، إذا جعلتها للبيان.
قُرَّةَ أَعْيُنٍ: قُرَّةَ: مفعول به منصوب. وجاء في صورة الإفراد لأنه مصدر.
كذا قال النحاس. أَعيُنٍ: مضاف إليه مجرور. وفي تعليل مجيئه في صورة جمع القلّة قال الزمخشري: "أتى هنا بـ "أَعيُنٍ" صيغة القلّة دون (عيون) صيغة الكثرة؛ إيذانًا بأن عيون المتقين قليلة بالنسبة إلى عيون غيرهم". وردّ ذلك أبو حيان بأن (أعينًا) "يطلق على العشرة فما دونها، وعيون المتقين كثيرة فوق العشرة". وقد انتصف السمين للزمخشري فقال: "وهذا تحمُّلٌ منه؛ لأنه إنما أراد القلّة بالنسبة إلى كثرة غيرهم، ولم يرد قدرًا مخصوصًا". وذكر الشهاب علّة أخرى فقال: "قيل: إن الأحسن أن يقال: لأن المراد أن كل واحد يقول ذلك لا لما ذكر؛ لأن المعتبر في جمع القلّة قلّة عدده في نفسه لا بالإضافة إلى غيره".
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (?):
الواو: للعطف. اجْعَلْنَا: فعل في صيغة الأمر يراد به الدعاء. والفاعل مستتر