هذا يكون ضميرًا عائدًا على ما بعده، وهو "مُستَقَرًّا وَمُقَامًا"، وهما مذكران= فمن أين جاء التأنيث؟ والجواب: أن المستقر عبارة عن (جهنم)، فلذلك جاز تأنيث فعله".
الثاني: سَاءَت: فعل ماض متصرف، بمعنى (أحزنت). والتاء: للتأنيث. والفاعل مستتر تقديره (هي). والمفعول محذوف، والتقدير: أحزنت أصحابها وداخليها. مُستَقَرًّا: يجوز أن يكون نصبها على الحال أو التمييز. وأجازه الزمخشري وجماعة. واستبعد أبو السعود وجه التمييز، قال: "وهو بعيدٌ خالٍ عمّا في الأول من المبالغة في سوء حالها".
* وجملة: "سَاءَت مُستَقَرًّا" في محل رفع خبر عن (إن).
* وجملة: "إِنَّهَا سَاءَت ... " تعليلية لا محل لها من الإعراب.
قال أبو السعود: "هي تعليل لاستدعائهم المذكور بسوء حالها في نفسها إِثْر تعليله بسوء حالِ عذابها. وقد جُوِّز أن يكون تعليلًا للأولى وليس بذاك".
وقال الشهاب: "ترك الواو للإشعار بأن كلًّا مستقلّ بالعلية".
أما الزمخشري فالتعليلان عنده واردان، قال: "يصح أن يكونا متداخلين ومترادفين، وأن يكونا من كلام الله وحكاية لقولهم". وعلى هذا يكون داخلًا في حيّز القول في محل نصب، أو مستأنفًا لا محل له من الإعراب.
{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)}
{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا}:
الواو: للعطف. الَّذِينَ: في محل رفع، معطوف على "الَّذِينَ يَمشونَ"، إما على أنه خبر، أو على أنه نعت "عِبَادُ". إِذَا: اسم شرط غير جازم في محل نصب على الظرفية الزمانية بقوله: "لَم يُسرِفُوا". أَنفَقُوا: فعل ماض، وهو فعل الشرط. والواو: في محل رفع فاعل. لَم: حرف نفي وجزم وقلب. يُسرِفُوا: مضارع مجزوم