الرابع: معطوف على ضمير المفعول في "دَمَّرْنَاهُمْ". وإليه ذهب الفرّاء.
وقد جاء في الآية (ثَمود) ممنوعًا من الصرف على إرادة اسم القبيلة. أما "أَصْحَابَ الرَّسِّ" فقيل: إنهم (ثمود)، وهو من عطف بعض الصفات على بعض، وقيل: هو من عطف المغاير، وقيل غير ذلك. قاله السمين.
بَين ذَلِكَ: بَين: ظرف منصوب، وهو متعلق بمحذوف صفة "قُرُونًا".
ذَلِكَ: ذَا: في محل جر بالإضافة. واللام: للبُعد. والكاف: للخطاب.
قال السمين: "ذلك إشارة إلى من تقدَّم ذكره، وهم جماعات؛ فلذلك حَسُن دخول "بَيْنَ" عليه". وقال ابن عطية هو "إبهام لا يعلم حقيقَتَه إلَّا الله".
كَثِيرًا: صفة ثانية منصوبة.
{وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)} (?)
وَكُلًّا: الواو: للاستئناف أو العطف. كُلًّا: في نصبه قولان:
الأول: أنه منصوب على الاشتغال بفعل يفسّره المذكور بعده، وتقديره: وأنذرنا كُلًّا أو وذكَّرنا كُلًّا، لأن ضرب الأمثال بمعنى الإنذار أو التذكير.
الثاني: أن يكون معطوفًا على قوله: "عَادًا وَثَمُودًا"، والتنوين عوض عن المضاف إليه المحذوف، وهو الأمم. وعلى هذا الوجه يكون قوله: "ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ" استئنافًا لتعليل إهلاكهم.
الثالث: أنه منصوب بـ "ضَرَبْنَا". والضمير في "لَهُ" للرسول - صلى الله عليه وسلم -. وعلى هذا يكون "الْأَمْثَالَ" بدلًا من "كُلًّا". وقد استبعده أبو حيان.