الأول: أنه متعلّق بـ "اذْهَبَا". ويكون المراد هو الآياتِ التسع التي أرسل بها موسى عليه السلام.
الثاني: أنه متعلق بـ "كَذَّبُوا" لقربه منه؛ فالآيات هي دلائل التوحيد، أو الآياتِ التي أرسل بها الرسل الماضية، أو التسع.
قال الشهاب: "وحينئذ يحتاج إلى جعل الماضي بمعنى المستقبل لتحققه، إن لم يكن ذهابًا ثانيًا".
وقال أبو السعود: "ولم يوصف لهما القومُ عند إرسالهما إليهم بهذا الوصف؛ ضرورة تأخرِ تكذيبِ الآياتِ عن إظهارها، المتأخرِ عن ذهابهما، المتأخرِ عن الأمر به. بل إنما وصفوا بذلك عند الحكاية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيانًا لعلَّة استحقاقهم لما يحكى بعده من التدمير؛ أي فذهبا إليهم، فأرياهم آياتنا كلها، فكذبوهما تكذيبًا مستمرًا، فدمرناهم".
* وجملة: "اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ ... " في محل نصب مقول القول.
* وجملة: "فَقُلْنَا اذْهَبَا ... " قال الشهاب: "معطوفة على "جَعَلْنَا"، المعطوفة على "آتَيْنَا" بالواو التي لا تقتضي ترتيبًا يجوز تقدمه مع ما يعقبه على إيتاء الكتاب. فلا يرد أن إيتاء موسى الكتاب، وهو التوراة، بعد هلاك فرعون وقومه، فلا يصح الترتيب".
فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيَرًا:
الفاء: فصيحة. وفيه إيجاز حذف، تقديره: فذهبا فكذبوهما فدمّرناهم. دَمَّرْنَاهُمْ: فعل ماض. ونَا: في محل رفع فاعل. والهاء: في محل نصب مفعول به، والميم: للجمع. تَدْمِيَرًا: مفعول مطلق مؤكد منصوب. والتنكير للتفخيم.
قال أبو السعود: أي "تدميرًا عجيبًا هائلًا لا يُقادَر قدره".