والثاني؛ أنه من جملة قول الذين كفروا، ويكون الوقفما عليه، ثم يبتدئ بقوله: "لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ".
وعلى ذلك، ففي محل الكاف من الإعراب أقوال:
أولها: أنه في محل رفع خبر عن مبتدأ مقدَّر، والمعنى: الأمر كذلك.
وقوله: "لِنُثَبِّتَ" تعليل لمحذوف، وتقدير الكلام: لنثبت به فؤادك فعلنا ذلك.
الثاني: أنه في محل نصب على الحال، وتقديره: أنزلناه مثل ذلك.
الثالث: أنه في محل نصب نعت لمصدر محذوف. والتقدير: أنزلناه إنزالا مثل ذلك. أو تثبيتًا مثل ذلك التثبيت.
الرابع: أنه في محل نصب نعت من تمام قولهم: "جُمْلَةً وَاحِدَةً" على معنى: كسائر كُتب الله.
لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ:
في إعرابه قولان:
أولهما: وعليه جمهور المعربين: اللام: تعليلية جارة. نُثَبِّتَ: مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة جوازًا. والفاعل مستتر تقديره (نحن). بِهِ: جار، والضمير في محل جر به. فُؤْادَكَ: مفعول به منصوب، والكاف: في محل جر بالإضافة. و"بِهِ" متعلق بـ "نُثَبِّتَ".
والمصدر المؤول "لِنُثَبِّتَ" متعلق بالفعل المحذوف المقدّر، أي: أنزلناه كذلك مفرقًا للتثبيت.
الثاني: اللام: للقسم. وتقديره: والله لنثبتن به فؤادك، فحذفت النون وكُسرت اللام. قاله أبو حاتم. ونحا إليه الأخفش؛ إذ يرى أن جواب القسم يتلقى بـ (لام) كي. وجوزه ابن الأنباري. وجُعِل منه قوله تعالى: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [الأنعام: 113].