الثاني: هو اسم "لَا" منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة للتعذر، وهو على هذا معرب، والتنوين مقدر، وحذف لكثرة الاستعمال. وهو مذهب الزجاج. وهو أحد قولين لأبي حيان. وذهب السمين في تعليل هذا الوجه مذهبًا آخر فقال: أن يجعل "بُشرَى" عاملة في "يَومَيِذٍ" فيكون من المطول. [قلت: يعني الشبيه بالمضاف]، والمطوّل مُعرب.
الثالث: أنه مفعول مطلق منصوب وناصبه فعل مضمر تقديره: لا يبشَّرون بشرى كقوله تعالى: "لَا مَرحَبًا بِهِمْ" [سورة ص/ 59]. وعليه يكون التنوين مقدرًا، أو يكون النصب على المنع من الصرف وهذا الوجه هو الأحسن عند الشهاب. ولم يذكر أبو حيان عده من المطول أو النصب على المصدرية، وذكرهما السمين.
* وجملة "يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ" في حل جر بالإضافة إلى "يَوْمَ".
* وجملة "يَوْمَ يَرَونَ ... ". استئناف مسوق لبيان ما يلقونه عند مشاهدتهم لما اقترحوه، فلا محل له من الإعراب.
* وجملة "لَا بشُرَى يَوْمَئِذٍ ... " في محل نصب مقول قول مقدر، أي (لقول الملائكة: لا بشرى ... ). وفعل القول المقدّر ومقوله في محل نصب على الحال من الملائكة.
يَوْمَئِذٍ: يَوْمَ: ظرف مبني على الفتح أو هو منصوب. وإِذْ: ظرف في محل جر بالإضافة، والتنوين فيه للعوض. لِلْمُجْرِمِينَ: جار ومجرور، وعلامة الجر الياء.
وفي إعراب "لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ" أوجه باعتبارين:
الاعتبار الأول: باعتبار كون "بشرى" مبنيًا مع "لَا"، وفيه أقوال:
1 - يَوْمَئِذٍ: متعلق بمحذوف خبر أول، ولِلْمُجْرِمِينَ: متعلق بمحذوف خبر ثان.
2 - يَوْمَئِذٍ: متعلق بمحذوف خبر، ولِلْمُجْرِمِينَ: متعلّق بمحذوف نعت لـ "بشُرَى". أو متعلق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر.