عن أن نشرك معك أحدًا في العبادة، أو هو تعجب مما قيل لهم، أو هي كناية عن كونهم مسبحين موسومين بذلك، فكيف يليق بهم أن يضلوا عباده. قاله الشهاب. مَا: نافية مهملة. كَانَ: زائدة. يَنْبَغِى: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدَّرة للثقل. لَنَا: اللام: للجر. والضمير في محل جر به. وهو متعلق بـ "يَنْبَغِى".
أَنْ نَتَّخِذَ: أَنْ: حرف مصدري ناصب. نتَّخِذَ: مضارع منصوب والفاعل مستتر وجوبًا. وجوَّزوا فيه أن يكون متعديًا لواحد أو لاثنين. والمصدر المؤول في محل رفع فاعل "يَنْبَغِى".
مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ: في إعرابه ثلاثة أقوال:
الأول: مِنْ دُونِكَ: جار ومجرور. والكاف: في محل جر بالإضافة. والجار متعلِّق بـ "نَتَّخِذَ"، أو بمحذوف حال من "أَوْلِيَاءَ"، والتقدير: متجاوزين إِيَّاك. والأصل فيه: أن نتخذ أولياء من دونك على أنه صفة، فلما تقدَّم صار حالًا. ومِن: حرف جر زائد. أَوْلِيَاءَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدَّرة لاشتغال المحل بفتحة المنع من الصرف، وهذا الوجه باعتبار "اتَّخَذ" متعديًا لواحد.
الثاني: مِن دُونِكَ: في محل نصب مفعول أول. مِنْ أَوْلِيَاءِ: مِن: حرف جر أصلي مفيد للتبعيض. أَوْلِيَاءِ: مجرور، وعلامة جره الفتحة. والجار والمجرور في محل نصب مفعول ثان.
الثالث: مِن دُونِكَ: مفعول ثان مقدَّم. مِنْ أَوْلِيَاءَ: مفعول أول. و"مِنْ" فيه مزيدة للتوكيد. قال الجمل: لأنه هو الذي يجوز أن تكون "مِنْ" فيه زائدة.
- وقوله: "سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي" مقول قول في محل نصب.
- وقوله "قَالُوا سُبْحَانَكَ ... "، جوَّز الشهاب أن يكون جواب قوله: فيقول: أأنتم أضللتم. وعدل إلى المضي للدلالة على تحقق التبرئة والتنزيه". وقال أبو السعود: هو "استئناف مبني على سؤال نشأ من حكاية السؤال" كأنه قيل: فماذا قالوا في الجواب؟ فقيل: سبحانك.