وجوَّز الزجاج في استعمال ضمير العقلاء [قلت: يعني قوله: أأنتم] أن يكون الخطاب لعيسى والعزير، وليس بالوجه. وفي تعليل السؤال بتقديم الاسم ذهب أبو حيان وغيره من المعربين إلى "أن الإضلال واقع، والسؤال إنما هو عن فاعله". وقد تقدَّم نظير ذلك في الكلام على قوله تعالى: "أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ... " [المائدة/ 116] ومواضع أخرى.

وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي:

وَأَدْخِلْهُمْ: للعطف. جَنَّاتِ: في محل رفع مبتدأ. عَدْنٍ: فعل ماض، والواو: في محل رفع فاعل. الَّتِي: مفعول به منصوب على نزع الخافض، والتقدير: عن السبيل. قال السمين - ومن قبله شيخه -: هو على حذف حرف الجر، وهو: (عن)، كما صرَّح به في "يَضِلُّ عَن سَبِيلهِ" [الأنعام / 117]. ثم اتَّسع فيه فحذف، نحو (هدى)؛ فإنه يتعدى بـ "إلى"، وقد يحذف اتّساعًا".

* وجملة: "عَدْنٍ" في محل رفع خبر عن "جَنَّاتِ".

* وجملة: "جَنَّاتِ عَدْنٍ" معطوفة على "أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ"، وكلتاهما داخلة في حيِّز مقول قول في محل نصب.

* وجملة: "فَيَقُوُل ... " معطوفة على "يَحْشُرُهُمْ ... " فهي في محل جر.

{قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)}

قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ (?):

قَالُوا: فعل ماض. والواو: في محل رفع فاعل. سُبْحَانَكَ: مصدر منصوب، والعامل فيه محذوف وجوبًا. والكاف: في محل جر بالإضافة. والمعنى: تنزيهًا لك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015