ويُطلب، أو "مَسْئُولًا" يسألونه الناس في دعائهم بقولهم: "رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} [آل عمران: 194]، أو الملائكة بقولهم: "رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ" [غافر: 8]. وما في "عَلَى" من معنى الوجوب لامتناع الخُلْف في وعده تعالى. ولا يلزم منه الإلجاء إلى الإنجاز". وقد ذهب في ذلك مذهب الزجاج وابن عطية وآخرين. أما الزمخشري فقال: "كان ذلك موعودًا واجبًا على ربك إنجازه، حقيقًا أن يسأل ويطلب؛ لأنه جزاء وأجر مستحق"، وهو على مذهبه في الاعتزال.
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)} (?)
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ:
الواو: للعطف. يَوْمَ: في نصبه قولان:
الأول: هو منصوب على المفعولية بفعل مضمر تقديره: اذكر. قال أبو السعود في تقديره: "واذكر لهم بعد التقريع والتحسير يوم يحشرهم الله - عزَّ وجلَّ" وعلى هذا يكون معطوفًا على "قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ ... ".
الثاني: أن يكون ظرفًا منصوبًا بفعل مضمر مؤخَّر حذف للتنبيه على كمال هوله، وقصور العبارة عن بيانه، أي يوم يحشرهم يكون من الأحوال والأهوال ما لا يفي ببيانه المقال". وهو قول آخر لأبي السعود. وعلى هذا يكون الكلام استئنافًا مقررًا لمضمون ما تقدَّم، وهو على وجهي العطف والاستئناف لا محل له من الإعراب.
يَحْشُرُهُمْ: مضارع مرفوع. والهاء: في محل نصب مفعول به. والفاعل مستتر تقديره: (هو).