{قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15)}
قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ (?):
قُلْ: فعل أمر، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره: (أنت). الهمزة: للاستفهام، ويراد به التوبيخ. ذلِكَ: ذَا: في محل رفع مبتدأ. واللام: للبُعد. والكاف: للخطاب. والإشارة هنا قيل: إلى النار وأحوالها، وهو الظاهر، وقيل إلى الجَنَّة والكنز. واستدل الشهاب على إرادة الأول بأنها "هي التي تقابل جنة الخلد".
خَيْرٌ: خبر مرفوع. وعلى القول بأن الإشارة إلى النار ينشأ إشكال في انعقاد الأفضلية بين الجَنَّة والنار.
وفي ذلك قال أبو حيان: ""خَيْرٌ" هنا لا تدل على الأفضلية، بل هي على ما جرت عليه العرب في بيان فضل الشيء وخصوصيته بالفضل دون مقابلة".
وقال ابن عطية: "من حيث كان الكلام استفهامًا جاز مجيء لفظ التفضيل بين الجَنَّة والنار؛ لأن المُوقِف جائز له أن يوقف مُحاوره على ما يشاء؛ ليرى هل يجيبه بالصواب أو الخطأ".
قال الزجاج: "الجَنَّة والنار قد دخلا في باب المنازل في صنف واحد؛ لذلك قيل: أذلك خير أم جنة الخلد".
أَمْ: للعطف. جَنَّةُ: معطوف على الخبر مرفوع. الْخُلْدِ: مجرور بالإضافة. الَّتِي: موصول في محل رفع نعت "جَنَّةُ". وُعِدَ: فعل ماض. والمفعول محذوف، وهو الضمير العائد، والتقدير: وُعِدها. الْمُتَّقُونَ: نائب عن الفاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
* وجملة: "وُعِدَ الْمُتَّقُونَ" صلة لا محل لها من الإعراب.