المعنى كقولك: قعدت جلوسًا. مِنْ عِندِ اللَّهِ: جار ومجرور. والاسم الجليل مجرور بالإضافة. وفي الجار قولان:

الأول: أنه متعلق بمحذوف صفة "تَحيَّةً".

والثاني: أنه متعلق بنفس "تَحِيَّةً". و "مِّنْ": لابتداء الغاية مجازًا؛ أي: صادرة من جهة الله سبحانه ومشروعة بأمره. مُبَارَكَةً طَيِّبَةً: صفة بعد صفة، وكلتاهما منصوبة.

وفي ذلك ترجيح للقول الثاني على القول بالوصفية في إعراب "مِنْ عِندِ اللَّهِ".

قال السمين: "يعكر على الوصف تأخر الصفة الصريحة عن المؤولة".

كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ:

سبق إعراب نظيره في الآيتين 58 و 59 من هذه السورة، فثمة تفصيله.

{لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}:

لَعَلَّ: حرف ناسخ للترجي بحمسب ما ينبغي للمخاطبين، أو هو على معنى التعليل كما تقدم في مواضع كثيرة. والكاف: في محل نصب اسم "لَعَلَّ". {تَعْقِلُونَ}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل. والمفعول محذوف حذف اقتصار؛ أي: ما في تضاعيفها من الشرائع والأحكام وتعملون بموجبها"، قاله أبو السعود.

* وجملة "تَعْقِلُونَ" في محل رفع خبر "لَعَلَّ".

* وجملة "لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" تذييل بما يناسب المقام من أن ما سبق بيانه من الآداب والوصايا هو مما يجدر بالعقلاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015