زيادة حذف، وتقدير مستغنى عنه. قال السمين: "وفي كلامه نظر؛ لأن الضمير له شيء يعود عليه، وهو {السَّمَاءِ}، فلا حاجة إلى تقدير شيء آخر، لأنه مستغنى عنه، وليس ثم مانع يمنع من عوده إلى {السَّمَاءِ}. وقوله آخرًا: (وتقدير مستغنى عنه) يناقض قوله: وهذا الوجه هو الصحيح".
7 - ذهب الفرّاء إلى أن "المعنى -والله أعلم- الجبال في السماء من برد خلقة مخلوقة، كما تقول في الكلام: الآدمي. من لحم ودم؛ فـ "مِن" ها هنا تسقط، فنقول: الآدمي لحم ودم، والجبال برد.
8 - ذكر الفرّاء تقديرًا آخر فقال: "وقد يكون في العربية أمثال الجبال ومقاديرها من البرد، كما تقول: عندي بيتان تبنًا، والبيتان ليسا من التبن، وإنما تريد عندي قدر بيتين من التبن. فـ "مِن" في هذا الموضع إذا أسقطت نصب ما بعدها. كما قال: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} [المائدة: 95]، وكما قال: {مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} [آل عمران: 91] ".
وعلى هذا يكون {مِنْ جِبَالٍ} على تقدير مضاف محذوف، ويكون {مِنْ بَرَدٍ} تمييزًا مجرورًا، أي "من أمثال الجبال بردًا".
{فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ}:
الفاء: للعطف. يُصيبُ: مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: (هو). {بِهِ}: الباء: للجر، والهاء: في محل جر به. قال السمين: والضمير "يجوز أن يعود على "البرد"، وهو الظاهر، ويجوز أن يعود على {الْوَدْقَ} و"البرد" معًا؛ جريًا بالضمير مُجرى اسم الإشارة، كأنه قيل: "فيصيب بذلك". وقال الهمداني: "في الكلام حذف مضاف تقديره: بشزر البرد من يشاء فيهلكه ويهلك زرعه ومواشيه، ويصرف ضرره عمَّن يشاء، فحذف المضاف". {مَنْ}: موصول في محل نصب مفعول به. {يَشَاءُ}: مضارع مرفوع. وفاعله مستتر تقديره: هو.
* وجملة: {يَشَاءُ ... } صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.