و"بَرَدٍ": مبتدأ مؤخَّر مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدَّرة منع من ظهورها حركة (مِنْ) الزائدة.

* والجملة "فِيهَا مِنْ بَرَدٍ" في محل (جرّ) صفة "جِبَالٍ" على اللفظ، أو في محل نصب صفة له على المحل، وهو قول الفراء.

الوجه الثاني: أن يكون "فِيهَا" متعلقًا باستقرار محذوف، وهو صفة "جِبَالٍ" في محل جر على اللفظ، أو نصب على المحل. و"بَرَدٍ" فاعل مرفوع بالاستقرار المحذوف الذي هو متعلِّق منها. ومنع من ظهور ضمة الفاعلية حركة حرف الجر الزائد، وهو قول الأخفش.

4 - الأولى ابتدائية والثانية تبعيضية والثالثة لبيان الجنس، ويكون تقديره: وينزل من السماء بعض جبال التي هي البرد؛ فالمنزَّل بَرَد، وبعض البرد بَرَدٌ مثله. وعلى هذا يكون "مِن جِبَالٍ" في محل نصب مفعول، و"مِن بَرَدٍ" متعلق بمحذوف لتبيين الجنس؛ لأن جنس تلك الجبال جنس البرد. وهو قول للأنباري، وإليه ذهب الحوفي، والزمخشري في قول له.

5 - الأولى ابتدائية، والثانية مفعول لـ "يُنَزِّلُ" في محل نصب. و"مِن بَرَدٍ" متعلّق بمحذوف صفة لـ "جِبَالٍ". وهو وجه للزجاج؛ قال: معناه وينزل من السماء من جبال بردٍ، كما نقول: هذا خاتم في يدي من حديد؛ أي خاتم حديد في يدي، وإنما جئتَ في هذا وفي الآية بـ "مِن" لما فرّقتَ، ولأنك إذا قلت: هذا خاتم من حديد، وهذا خاتم حديد كان المعنى واحدًا. ويلزم من كون الجبال بردًا، أن يكون المنزَّل بردًا.

6 - الأولى ابتدائية. و"مِن جِبَالٍ" متعلّق بمحذوف هو صفة لمفعول مقدَّر، ومعناه: ينزل من السماء شيئًا من جبال. وهو الوجه الصحيح عند العكبري؛ "لأن قوله "فِيهَا مِن بَرَدٍ" يحوجك إلى مفعول يعود الضمير إليه، فيكون تقديره: وينزِّل من جبال السماء جبالًا فيها برد، وفي ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015