* وجملة: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ ... " استئناف خوطب به النبي -صلى الله عليه وسلم-، للإيذان بأن الله أفاض عليه أعلى مراتب النور وأجلاها، وبيَّن له من أسرار الملك والملكوت أدقها وأخفاها"، قاله أبو السعود.
كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ (?):
كُلٌّ: مبتدأ مرفوع. وذكر الفراء أنه مرفوع بما عاد إليه ذكره، وهي (الهاء) في "صَلَاتَهُ" و"تَسْبِيحَهُ""، والتنوين عوض عن مضاف محذوف؛ أي: كل ما ذكر. قَدْ: حرف تحقيق. عَلِمَ: فعل ماض. وفاعله مستتر تقديره: (هو). صَلَاتَهُ: مفعول منصوب. والهاء: في محل جر بالإضافة. وَتَسْبِيحَهُ: عاطف، ومعطوف منصوب، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة.
وفي تقدير مرجع ضمائر الغيبة في "عَلِمَ" و"صَلَاتَهُ" و"تَسْبِيحَهُ" أقوال:
أحدها: أن الضمائر كلها عائدة إلى "كُلٌّ"؛ أي علم كل ما ذكر صلاة نفسه وتسبيحه. قال السمين: "وهو الأولى لتوافق الضمائر".
الثاني: أن ضمير "عَلِمَ" لله سبحانه، والضميران الآخران على "كُلٌّ"، والمعنى: قد علم الله صلاة "كُلٌّ" مما ذكر وتسبيحه.
الثالث: أن ضمير "عَلِمَ" عائد على "كُلٌّ"، والضميران الآخران على الله سبحانه، والمعنى: علم كل ما ذكر صلاة الله وتسبيحه اللذين أُمِر بفعلهما.
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ:
الواو: للاستئناف. اللَّهُ: الاسم الجليل مبتدأ مرفوع. عَلِيمٌ: خبر مرفوع.