مفعول ثان لـ "وَجَدَ". وقال الشهاب: "العندية بمعنى الحساب؛ أي: وجده محاسبًا إيّاه".
* والجملة معطوفة بالواو، قيل: على "لَمْ يَجِدْهُ" فلا محل لها من الإعراب. قال الشهاب: "ولا حاجة إلى عطفه على ما يفيده منه من نحو: لم يجد عمله نافعًا ووجد الله عنده". وذهب أبو السعود إلى أن "الجملة ليست معطوفة على "لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا"، بل على ما يفهم منه بطريق التمثيل من عدم وجدان الكفرة من أعمالهم المذكورة عينًا ولا أثرًا".
فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ:
الفاء: للعطف. وَفَّهُ: فعل ماض مبني على الفتح المقدّر، وفاعله مستتر تقديره: (هو) عائد إلى الله سبحانه. والهاء: في محل نصب مفعول أول.
حِسَابَهُ: مفعول ثان منصوب. والهاء في محل جر بالإضافة.
* والجملة معطوفة على "وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ"، فلها حكمها.
وفي المراد بـ "الظمآنُ" ومرجعية الضمائر أقوال. ذهب الزمخشري إلى أن المراد بـ "الظمآنُ" الكافر، وأن ضمائر الفاعلين في "جَاءَه" و"يَجِدْهُ" و "وَجَدَ"، وضمير المفعول في "وَفَّهُ" والمضاف إليه في "حِسَابَهُ" كله راجع إلى "الظَّمْآنُ" بهذا المعنى، وبذلك تطرد الضمائر. وأبى أبو حيان هذا الوجه وجعله من قبيل تشبيه الشيء بنفسه".
أما السمين فقد استحسن توجيه الزمخشري. ورد الشهاب قول أبي حيان بقوله: "ولا وجه لما قيل: إن جعل "الظَّمْآنُ" هو (الكافر) حتى تطرد الضمائر يؤول إلى تشبيه الشيء بنفسه". وقد ذهب أبو حيان في توجيهه إلى أن المراد هو "الظَّمْآنُ" مطلقًا لا الكافر. والضمائر راجعة له بهذا المعنى، والضمير في "عِندَهُ" راجع إلى موضع السراب. وقيل: "ضمير الفاعل في "جَاءَهُ" و"وَوَجَدَ" عائدان إلى الظمآن، والباقي عائدة على الكافر، وإنما أفرد الضمير على هذا، وإن تقدمه جمع، وهو قوله: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا"، حملًا على المعنى؛ إذ المعنى كل واحد من الكفار،