على تقدير مضاف محذوف، أي: ذو نورِ السموات، وأضافه إليهما للدلالة على فشو نوره سبحانه وإضاءته حتى يضيء السموات والأرض، أو على تقدير: نور أهل السموات والأرض لاستضاءتهم به. أو على المبالغة في العبارة بالإخبار بالمصدر، وبإحلال المصدر موقع اسم الفاعل، بأن يكون المعنى: منوِّر السموات.
السَّمَاوَاتِ: مضاف إليه مجرور. وَالْأَرْضِ: عاطف، ومعطوف على مجرور.
قال صاحب الفريد: "إنما احتيج إلى ذلك؛ لأن النور مصدر".
وفي المقصود بالنور اجتهادات كثيرة أوردها أبو حيان، ولا تعلّق لها بالإعراب.
* وجملة: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ ... " جملة مستأنفة مقررة لما قبلها؛ فلا محل لها من الإعراب.
مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ (?):
مَثَلُ: مبتدأ مرفوع. نُورِهِ: مضاف إليه مجرور. والهاء: في محل جر بالإضافة كذلك. كَمِشْكَاةٍ: في إعرابه أقوال:
أحدها: الكاف للجر. ومِشْكَاةٍ: مجرور به. والجار والمجرور متعلّق بمحذوف خبر.
الثاني: الكاف: في محل رفع خبر، ومِشْكَاةٍ: مضاف إليه. وإلى ذلك ذهب مكي.
وقال الزمخشري: "صفة نوره العجيبة الشأن في الإضاءة كصفة مشكاة". وفي مرجع الضمير من "نُورِهِ" أقوال: فقيل عائد على "الله" سبحانه. قال: أبو حيان وهو الأَوْلى. وقيل: على المؤمن أو المؤمنين أو الإيمان أو محمد -صلى الله عليه وسلم-. وقرئ ببعض ذلك. قال السمين: "ولم يتقدم لهذه الأشياء ذكر. وأما عودها لـ "المؤمنين"