واحد. غير أن إِذْ: هنا منصوبة بـ "قُلْتُم". كما أن الكلام هنا لا التفات فيه. وفي الفصل بين "لَوْلَا" و"قُلْتُم" قال الزمخشري: "فإن قلت: كيف جاز الفصل بين "لَوْلَا" و"قُلْتُم"؟ . قلت: للظروف شأن ليس لغيرها، لأنها لا ينفك عنها ما يقع فيها؛ فلذلك اتَّسع فيها".

وقال أيضًا: "فإن قلت: أي فائدة في تقديم الظرف حتى أوقع فاصلًا؟ قلت: الفائدة فيه بيان أنه كان الواجب عليهم أن يحترزوا أول ما سمعوا بالإفك عن التكلم به، فلما كان ذكر الوقت أهم وجب تقديمه". وحرر أبو السعود القول في تقديم الظرف على التوسع، وبين أن التقديم هنا ليس من باب التوسع. فقال: أما ما قيل من أن ظروف الأشياء منزَّلةٌ منزلهَ أنفسها لوقوعها فيها، وأنها لا تنفك عنها؛ فلذلك يتَّسع فيها ما لا يتَّسع في غيرها، فهي ضابطة ربما تستعمل فيما إذا وضع الظ 4 رف موضع المظروف بأن جعل مفعولًا صريحًا لفعل مذكور، كما في قوله تعالى: "وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ" [الأعراف/ 69]، أو مقدَّر كعامَّة الظروف المنصوبة بإضمار: اذكر. وأما ها هنا فلا حاجة إليها أصلًا، لِمَا تحققْتَ أن مناط التقديم توجيه التحضيض إليه، وذلك يتحقق في جميع متعلقات الفعل، كما في قوله تعالى: "فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا" [الواقعة/ 86] ".

قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا (?):

قُلْتُمْ: فعل ماض. والتاء: في محل رفع فاعل. ما: نافية. يَكُونُ: مضارع ناسخ مرفوع. لَنَا: اللام: للجر. نَا: في محل جر به، وهو متعلق بمحذوف خبر (الكون) مقدَّم. أن: حرف مصدري ناصب. نَتَكَلَّمَ: مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر. و "أَنْ نَتَكَلَّمَ" مصدر مؤول في محل رفع اسم للكون مؤخر.

بِهَذَا: الباء: للجر، وهَا: للتنبيه. ذَا: في محل جر بالحرف، وهو متعلّق بـ "نَتَكَلَّمَ". والمعنى بزيادة "يَكُونُ" أنه: ما ينبغي وما يصح أن يصدر عنا ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015