الخبر في السورة كلها، وهذا بعيد في القياس". والوجه الآخر في الخبر: أن يكون الخبر مقدرًا بشبه جملة؛ أي: فيما يتلى عليكم سورة، أو فيما يوحى إليك سورة. ولم يرضه أبو السعود فقال: يأباه "أن يقتضي المقام بيان شأن هذه السورة، لا أن في جملة ما أوحي إلى النبي عليه السلام سورة شأنها كذا وكذا". وذهب إلى قريب من ذلك الشهاب، مستدلًا بـ "أَنْزَلْنَاهَا" فقال: فائدة الوصف هو المدح أو التأكيد، لأن الإنزال يفهم من السورة للتنويه بشأنها، ويشهد له ضمير العظمة".
وعلى القول الثاني: سُورَةٌ: خبر. والمبتدأ مضمر تقديره: هذه سورة. وأورد العكبري طرفًا من القولين بعبارة مشكلة، قال العكبري: "سورة بالرفع على تقدير: هذه سورة، أو مما يتلى عليكم سورة. فلا تكون "سُورَةٌ" بالرفع مبتدأ لأنها نكرة". وتعقبه السمين فقال: "وهذه عبارة مشكلة على ظاهرها. كيف يقول: لا تكون مبتدأ، مع تقديره: فيما يتلى عليكم سورة؟ وكيف يعلل المنع مع تقديره لخبرها جارًّا مقدمًا عليها، وهو مسوغ للابتداء بالنكرة؟ ".
وَفَرَضْنَاهَا: الواو: للعطف. فَرَضْنَاهَا: فعل ماض. ونا: في محل رفع فاعل. والهاء: في محل نصب مفعول به. قال الهمداني: "في الكلام حذف مضاف؛ أي: فرضنا فرائضها وأحكامها". وجوز الفراء أن يكون المعنى: "فرضناها عليكم وعلى من بعدكم إلى يوم القيامة".
{وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ}:
الواو: لعطف الجملة على ما قبلها. أَنْزَلْنَا: فعل ماض. ونا: في محل رفع فاعل. فِيهَا: جار، والهاء: في محل جر به. وهو متعلق بـ "أَنزَلْنَا".
آيَاتٍ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة. بَيِّنَاتٍ: عن منصوب، وعلامة نصبه الكسرة.
* وجملة: "فَرَضْنَاهَا" وما عطف عليها صفات في محل رفع لـ "سُوَرةٌ".