الثالث: أنه في محل نصب حال. وقد خلص الشهاب إلى أن "عطفه على أنما خلقناكم ليس فيه إشكال، وعطفه على "عَبَثًا" على وجه المفعول له. أما على إعرابه حالًا فيحتاج إلى تأويل؛ أي: مقدرين أنكم لا ترجعون؛ فهي حال مقدرة".
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)} (?)
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ}:
الفاء: استئنافية. تَعَالَى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر. اللَّهُ: الاسم الجليل فاعل مرفوع. والمعنى: تعاظم وتنزه عن جميع النقائص.
الْمَلِكُ الْحَقُّ: نعت بعد نعت، وكلاهما مرفوع. لا: نافية للجنس.
إِلَهَ: اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب. وخبرها مقدر، أي: موجود أو معبود بحق. إِلَّا: أداة حصر. هُوَ: في محل رفع بدل من محل "لا مع اسمها"، أو من محل "إِلَهَ" فالأصل في كليهما أنه في موقع الابتداء، أو من الضمير المستتر في الخبر المقدر، والأخير هو الراجح عند كثيرين منهم أبو حيان.
قلت: مرّ إعراب نظيره تفصيلًا في الآية 162 من سورة البقرة، فارجع إليه إذا شئت.
رَبُّ: نعت مرفوع. الْعَرْشِ: مضاف إليه مجرور. الْكَرِيمِ: نعت للعرش. قال النحاس وتبعه السمين: إنه سمي بذلك لتنزل الخيرات منه، أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين.
* وجملة "لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ... " في محل نصب على الحال من الفاعل.