* و "أنّ" وما دخلت عليه في محل نصب، سدت مسدّ مفعولي "حَسِب".

عَبَثًا: في نصبه قولان:

الأول: أنه مصدر وقع حالًا، وتقديره: خلقناكم عابثين، وقدر بالجمع لمشاكلة الضمير.

والثاني: أنه مفعول لأجله، أي: خلقناكم للعبث.

وذكر القرطبي أن الوجه الأول مذهب سيبويه وقطرب، والثاني مذهب أبي عبيدة. وقال الشهاب: "المفعول لأجله يختلف فيه الفاعل، فلا يكون مفعولًا له بدون لام إلا على قول ضعيف".

{وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (?):

الواو: عاطفة. وهو الوجه الظاهر، وجُوّز أن تكون واو الحال.

أَنَّكُم: أَنَّ: حرف مصدري ناسخ مؤكِّد. والكاف: في محل نصب اسمه.

إِلَيْنَا: جار، ونا: في محل جر به. وهو متعلق بـ "تُرْجَعُونَ"، وقدّم عليه لرعاية الفاصلة أو للاختصاص. لَا: نافية. تُرْجَعُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع نائب عن الفاعل.

* وجملة "لَا تُرْجَعُونَ" في محل رفع خبر "أَنّ".

- وفي قوله "وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ" ومحله من الإعراب أقوال:

الأول: أنه في محل نصب عطفًا على قوله "أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ ... " قال أبو حيان: "وهو الظاهر"، ولم يذكر أبو السعود غيره.

الثاني: أنه في محل نصب عطفًا على "عَبَثًا"، على إعرابه مفعولًا لأجله، وإليه ذهب الزمخشري قال: "ويجوز أن يكون معطوفًا على "عَبَثًا"، أي للعبث، وليترككم غير مُرْجَعين".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015