خَسِرُوا: فعل ماض. والواو: في محل رفع فاعل. أَنْفُسَهُمْ: مفعول به منصوب. والضمير: في محل جر بالإضافة.
* وجملة "فَأُولَئِكَ الَّذِينَ ... " في محل جزم جوابًا لـ "مَنْ" وخبر "مَنْ" هو الشرط وجوابه على أرجح الآراء، وفيها كما تقدم الخلاف المشهور.
فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (?):
في جَهَنَّمَ: جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة، وهو متعلق بـ "خَالِدُونَ".
خَالِدُونَ: فيه أقوال:
أولها: أنه خبر ثان عن "أُولَئِكَ".
والثاني: أنه خبر لمبتدأ مقدر؛ أي: (هم خالدون).
الثالث: أنه خبر أوحد عن "أُولَئِكَ". وبه قال العكبري، وقد تقدم.
الرابع: جوز الزمخشري أن يكون "خَالِدُونَ" بدلًا من جملة الصلة "خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ". وفسره أبو حيان فقال: "كأنه بدل الشيء من الشيء، وهما لمسمى واحد على سبيل المجاز". وحمل أبو حيان كلام الزمخشري على القول بإبدال "فِي جَهَنَّمَ" من "خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ" وعده بدلًا غريبًا. إلا أن السمين تعقب شيخه بالتصحيح فقال: "جعل الشيخ الجار والمجرور البدل دون "خَالِدُونَ". والزمخشري جعل جميع ذلك بدلًا، بدليل قوله بعد ذلك: أو خبرًا بعد خبر لأولئك، أو خبر مبتدأ محذوف، وهذان إنما يلتقيان في "خَالِدُونَ"".
وذهب الشهاب في تعقبه أبا حيان مذهبًا آخر فقال: "ما قاله أبو حيان لا وجه له؛ فإن وجودهم في النار يشتمل على خسرانهم، فهو بدل اشتمال لا غرابة فيه ولا تجَوُّز. وجعل جميعه بدلًا [أي الزمخشري] لأنه بمعنى: "يخلدون فيها" بلا