ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل.

وفي هذا الموضع مسألتان؛ الأول: صرفية والأخرى: نحوية.

فأما الصرفية: فهي صيغه الفعل "اسْتَكَان"، واختلف فيها على قولين:

الأول: أنه على وزن (استفعل) من (الكون)؛ أي تحول من كون إلى كون.

وهذا هو الوجه المختار عند عامة المعربين.

والثاني: أنه على وزن (افتعل) من (السكون)، والألف فيه للإشباع. وقد ضعَّفه غير واحد، لأن الإشباع لا يقع إلا في ضرورة الشعر، وجوّزه الزمخشري.

وقال مكي: الأول أصح في الاشتقاق، والثاني أوضح في المعنى.

وأما المسألة النحوية: فهي المخالفة بين الفعلين "اسْتَكَانُوا" و"يَتَضَرَّعُونَ" بمجيء أولهما ماضيًا، والثاني مضارعًا. وفيه يقول الزمخشري: "لأن المعنى مَحَنَّاهم فما وجدنا منهم عقيب المحنة استكانة، وما من عادة هؤلاء أن يستكينوا أو يتضرعوا حتى يفتح عليهم باب العذاب الشديد".

* وجملة: "فَمَا اسْتَكَانُوا ... " معطوفة على ما قبلها فلا محل لها من الإعراب.

* وجملة: "وَمَا يَتَضَرَّعُونَ" فيها قولان:

الأول: أنها معطوفة على المتقدمة، وفيها عطف للمضارع على الماضي.

الثاني: أنها اعتراضية مقررة ومؤكدة لما قبلها.

وعلى القولين لا محل لها من الإعراب.

{حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)}

حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ:

حَتَّى: فيها ما في "حَتَّى" التي تقدمت في الآية 64 من هذه السورة، وهو قوله تعالى: "حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ". فهي ابتدائية أو حرف جر يفيد الغاية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015