وقد ذهب إلى الوجه السابق الزمخشري. وهو مختار أبي حيان والسمين والشهاب وغيرهم.
2 - كالوجه السابق تمامًا، مع اختلاف في إعراب "حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا"، وجملة جواب الشرط، وفيه:
"إِذَا" الثانية ظرفية أو فجائية.
* وجملة: "إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ" إما قيد للشرط. والمعنى: أخذنا مترفيهم وقت جؤارهم، أو حال مفاجأتهم الجؤار. وإما بدل من "إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ". وجواب الشرط هو قوله تعالى في الآية التالية: "لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ" على تقدير قول محذوف. ويأتي تفصيل إعرابه.
3 - قال الحوفي: حَتَّى: حرف عطف يفيد الغاية. إذا: في محل نصب ظرف زمان. والعامل فيها معنى الجواب؛ أي: جأروا إذا أخذنا مترفيهم. وجملة: "أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم ... " فمها من الإعراب ما سبق ذكره في الوجه الأول، وهي في محل جر بالإضافة إلى "إِذَا" الشرطية. و"إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ" جواب الشرط. قال أبو حيان: وهو كلام مخبط ليس أهلًا أن يرد". قلت: أنكر أبو حيان أن تكون "حَتَّى" عاطفة مفيدة للغاية.
4 - حَتَّى: حرف جر، يفيد انتهاء الغاية. إِذَا: في محل جر بالحرف.
والجملة بعده في محل جر بالإضافة. وسائر الإعراب كالوجه الأول. وليس بالوجه.
وقد رجَّح أكثر المعربين الوجه الأول، ومنهم الزمخشري وأبو حيان والسمين والشهاب. قال الشهاب: ""حَتَّى" حرف ابتداء، لا عاطفة ولا جارة. وقد مرَّ تفصيله في (الأنعام) ". وقال ابن عطية: ""حَتَّى" حرف ابتداء لا غير، و"إِذَا" والثانية التي هي جواب يمنعان من أن يكون "حَتَّى" غاية لـ"عَامِلُونَ". وخالف عن ذلك مكي في ظاهر كلامه؛ فإنه قال: "أي لكفار قريش أعمال من الشر دون أعمال أهل البر عاملون لها إلى أن يأخذ الله أهل النعمة والبسط منهم إذا هم يضجون".
هذا، وفي عود الضمير في "إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ" أوجه يختلف بها التأويل لا الإعراب.