الاختصاص. وعلى ذلك يكون الجار والمجرور مفعولًا ثانيًا لـ "سَابِقُونَ"، ومفعولها الأول محذوف. والتقدير: سابقون الناس لها أو إليها؛ إذ يجوز في (سبق) التعدي بأي منهما. والضمير راجع إلى الخيرات، أو للطاعات.
2 - اللام: للتعليل، و"سَابِقُونَ" هو الخبر، وهو من اللازم لا المتعدي، والمعنى: لأجلها سابقون. والضمير راجع إلى الخيرات الدنيوية؛ لأنهم المتَّصفون بفعلها، فلا يقدر للسبق مفعول على هذا القول.
3 - اللام في "لَهَا" مزيدة للتقوية. وزيادتها حسنة؛ لأن العامل وهو اسم الفاعل فرعي، ولأنها تقدمت عليها. والتقدير (هم سابقونها أو إياها سابقون). و"سَابِقُونَ" هو الخبر، وتعدى إلى الضمير بنفسه، قاله الزمخشري. وعنى بذلك أنهم ينالونها قبل الآخرة، حيث عجّلت لهم في الدنيا. واعترضه أبو حيان لأنه يفضي إلى تقدم المسبوق وهو الخيرات على السابق. ورد اعتراضه السمين، وكذلك الشهاب؛ إذ إن مراد الزمخشري عنده بـ (ينالونها) لازم معنى النَّيْل. غير أن الشهاب عقب على هذا الوجه بقوله: "لكنه لا يخلو عن تكلف، لما فيه من دعوى التجوّز، والزيادة من غير ضرورة".
4 - أن الجار والمجرور "لَهَا" متعلّق بمحذوف خبر عن "هُمْ". و"سَابِقُونَ" خبر بعد خبر. وهو كقولهم: أنت لها. قال الشهاب: "يقال لمن يطلب منه أمر لا يرجى من غيره: أنت لها؛ أي أنت معدّ لفعل مثلها من الأمور العظيمة، وهي من بليغ كلامهم". وهذا الوجه قول آخر للزمخشري.
* وجملة: "وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" في محل رفع عطفًا على جملة خبر "إِنَّ".