الإسناد، فقوله: " {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ} " كلام تام يوقف معه على " {بَنِينَ} "، كما يقال: أحسب أنما جاء زيد. ويكون حذف مفعولي الحسبان اقتصارًا واختصارًا.
قلت: ولم أجد من تكلَّم على محل جملة: " {نُسَارِعُ لَهُمْ} " على هذا الوجه.
والذي عندي أنه يجوز في محلها قولان:
الأول: أن تكون استئنافًا بيانيًا لا محل له من الإعراب.
والثاني: أن تكون بدلًا من قوله " {نُمِدُّهُمْ بِهِ} ... "؛ فهي في محل رفع، والله أعلم.
{بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} (?):
{بَلْ}: حرف إضراب وانتقال، أو حرف عطف. {لَا} نافية مهملة.
{يَشْعُرُونَ}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: في محل رفع فاعل.
* وجملة: " {لَا يَشْعُرُونَ} " في محل رفع خبر مبتدأ مقدَّر؛ أي: بل هم لا يشعرون.
* وجملة: " {بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} " ابتدائية على إعراب " {بَلْ} " حرف إضراب وانتقال.
وذهب أبو السعود إلى أنه عطف على مقدّر ينسحب عليه الكلام، والتقدير: كلّا، لا نفعل ذلك بل هم لا يشعرون.
{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57)} (?)
{إِنَّ}: حرف ناسخ مؤكِّد. {الَّذِينَ}: في محل نصب اسمه. {هُمْ}: في محل رفع مبتدأ. {مِنْ خَشْيَةِ}: جار ومجرور. وهو متعلّق بـ " {مُشْفِقُونَ} ". قاله الحوفي. وذهب