وفي صيغة " {مَعِينٍ} " قولان (?):
الأول: أن الميم مزيدة، وأصله اسم مفعول على وزن معيون، أي مدرك بالعين. قال السمين: "ولذلك أدخله الخليل في مادة (عين) ".
والثاني: أن الميم أصلية، فهو من المَعْن، بمعنى الشيء القليل، ومنه الماء. وقيل: هو من مَعنَ الشيءُ معانة أي أكثر. وقال الراغب: هو من مَعَن الماءُ أي جرى. وزاد الفراء: "أو فعيلًا من الماعون".
وذهب السمين بعد أن أورد الآراء المتقدمة إلى أنه راجع إلى معنى الجري والسرعة موافقًا بذلك الفراء.
* وجملة: " {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ} ... " والمعطوفة عليها لا محل لهما من الإعراب عطفًا على ما تقدَّمها.
{يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)}
{يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ}:
يَا: حرف نداء. أَيُّ: منادى مبني على الضم في محل نصب. هَا: حرف تنبيه يتوصل به إلى نداء ما فيه (أل). الرسل: بدل من "أَيُّ" مرفوع، أو هو نعت له على اللفظ.
{كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ}:
{كُلُوا}: فعل أمر مبني على حذف النون. والواو: في محل رفع فاعل.
{مِنَ الطَّيِّبَاتِ}: جار ومجرور متعلّق بالفعل قبله، ومِنَ: لبيان الأنس أو للتعبيض.