قال الجمل (?): "ذكَر الضمير بعد تأنيثه رعاية للمعنى".
* وجملة: " {مَا تَسْبِقُ} ... " وما عطف عليها. استئناف لتقرير ما تقدَّم من تقرير وقوع العقاب في موعده بمقتضى سابق علمه تعالى؛ فلا محل لهما من الإعراب.
{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}
{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى}:
{ثُمَّ}: عاطفة. {أَرْسَلْنَا}: فعل ماض. نَا: في محل رفع فاعل. {رُسُلَنَا}: مفعول به منصوب. نَا: في محل جر بالإضافة.
{تَتْرَى} (?): في إعرابه وجهان:
الأول: أنه منصوب على الحال؛ أي متواترين. والمعنى أتبعْنا بعضهم بعضًا.
الثاني: أنه نعت لمصدر محذوف؛ أي إرسالًا تترى.
قال النحاس: "لأن معنى: " {أَرْسَلْنَا} " (واترنا). وقراءة العامة على ترك التنوين فهي مصدر كالدَّعوى والعدوى. وذكر فيه أبو حيان خلافًا؛ إذ جعله بعضهم اسم جمع كأسرى وشتى. وتعقّب السمين هذا الرأي؛ قال: "وفيه نظر؛ إذ المشهور أن (أسرى) و (شتى) جمعا تكسير، لا اسما جمع. والتاء في " {تَتْرَى} " بدل من الواو كما في (تراث) و (تجاه). قال الطبرسي: "الأقيس ألا يصرف"، وضعَّف أن تكون