{فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32)}
{فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ}:
الفاء: عاطفة للجملة على {أَنْشَأْنَا}. {أَرْسَلْنَا}: فعل ماض. ونَا؛ في محل رفع فاعل. {فِيهِمْ}: جار، والضمير في محل جر به وهو متعلّق بـ "أَرْسَلْنَا".
وفي تعدية (أرسل) تارة بـ (إلى) وأخرى بـ (في) قال الزمخشري (?): "الأُمّة أو القرية جعلت موضعًا للإرسال". وقال الشوكاني، وقال الجمل: هو "للدلالة على أن هذا الرسول المرسل إليهم نشأ فيهم بين أظهرهم، يعرفون مكانه ومولده".
{رَسُولًا}: مفعول به منصوب. {مِنْهُمْ}: جار، والضمير في محل جر به، وهو متعلق بمحذوف نعت لـ "رَسُولًا".
{أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} (?):
{أَنِ}: فيها وجهان: أولهما: أنها مصدرية. والثاني: أنها تفسيرية.
{اعْبُدُوا}: أمر مبني على حذف النون، والواو: في محل رفع فاعل.
{اللَّهَ}: الاسم الجليل مفعول به منصوب.
- و {أَنِ اعْبُدُوا} فيه وجهان:
الأول: أنه مؤول مع "أَنِ" بمصدر في محل نصب على نزع الخافض.
والتقدير: أرسلنا بـ {أَنِ اعْبُدُوا}؛ أي بقوله: {أَنِ اعْبُدُوا}.
والثاني: أن (اعبدوا) جملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب لتضمن الإرسال معنى القول دون حروفه، ولم يذكر الزمخشري غيره.