لقوله: {سْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ} لأنه في معنى (استويتم). قلت: لأنه نبيهم وإمامهم، فكان قولُه قولَهم، مع ما فيه من الإشعار بفضل النبوة وإظهار كبرياء الربوبية، وأن رتبة تلك المخاطبة لا يرقى لها إلا ملك أو نبي. وإفراده عليه السلام بالأمر مع شركة الكل في الاستواء والنجاة لإظهار فضله عليه السلام، والإشعار بأن في دعائه مندوحة عما عداه".
وقال الشهاب (?): "وها هنا نكتة؛ وهي أن في هذه الآية إشارة إلى أنه لا ينبغي المسرة بمصيبة أحد ولو عدوًّا من حيث كونها مصيبة له، بل لما تضمّنه من السلامة من ضرره .. ولذا قال: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا} دون (أَهْلِكْهم) ".
{وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)}
وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا (?):
الواو: عاطفة على جواب الشرط المتقدّم. قُل: فعل أمر. والفاعل مستتر تقديره: (أنت). رَّبِّ: منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدّرة على ما قبل ياء النفس المحذوفة تخفيفًا مع حرف النداء. أَنْزِلْنِي: فعل دعاء جاء في صيغة الأمر. والنون: للوقاية. والياء: في محل نصب مفعول به أول. والفاعل مستتر تقديره: (أنت). مُنْزَلًا: في نصبه وجهان:
الأول: أنه مصدر بمعنى الإنزال أوالنزول؛ فهو مفعول مطلق. والتقدير: إنزالًا مباركًا. وعلى هذا الوجه يكون المفعول الثاني محذوفًا، أي دارًا أو مكانًا.