{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12)}
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ (?):
الواو: يجوز أن تكون للعطف على ما تقدمها. وإليه ذهب أبو حيان. قال: العطف "لما بينهما من المناسبة، وهو أنه تعالى لما ذكر أن المتصفين بهذه الأوصاف يرثون الفردوس، فتضمن ذلك المعاد الأخروي- ذَكَر النشأة الأولى ليستدل بها على صحة الآخرة، فإن الابتداء في العادة أصعب من الإعادة". وقيل إن الواو لابتداء الكلام، وإليه ذهب ابن عطية ورجحه الشوكاني. قال ابن عطية: "هذا ابتداء كلام. والواو في أوله عاطفة جملة الكلام على جملة، وإن تباينت المعاني".
لَقَدْ: اللام: داخلة في جواب قسم مقدر. قَدْ: حرف تحقيق.
خَلَقنَا: فعل ماض، والضمير في محل رفع فاعل.
الْإِنْسَانَ: مفعول به منصوب، والمراد الجنس، أو هو على حذف مضاف تقديره أصل الإنسان، أو آدم عليه السلام. قال أبو حيان: "ولم يذكر لشهرة الأمر، وإن المعنى لا يصلح إلا له".
مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (?):
مِن سُلَالَةٍ: جار ومجرور. وفيه قولان:
الأول: متعلق بـ "خَلَقنَا" وهو الأظهر.
والثاني: متعلق بمحذوف حال من المفعول به.