المفرغ ذلك؛ ولم يؤخذ مما في الحفظ من معنى المنع والإمساك؛ لأن حرف الاستعلاء يمنعه". وقد رد أبو حيان الأوجه الثلاثة التي ساقها الزمخشري جميعًا، وبخاصة هذا الوجه الأخير؛ فقال: "وهذه التي ذكرها وجوه متكلفة ظاهر فيها المعجمة". ووافقه الشهاب فقال: "ولا يخفى أنه تكلف وتعسف. . . وادعاء لزوم النفي لصحة الاستثناء غير مسلم؛ لصحة العموم؛ فيصح النفي في الإيجاب لأنها محفوظة عن جميع النساء إلا من ذكر؛ والإمساك يتعدى بـ "عَلَى" كقوله: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ"؛ فعدّ حرف الاستعلاء مانعًا غير متوجه". كذا قال الشهاب، ووافقهما كذلك أبو السعود، فقال: "حمل الحفظ على القصر عليهن ليكون المعنى: حافظون فروجهم على الأزواج لا يتعداهن، ثم يقال: غير حافظين إلا عليهن تأكيدًا على تأكيد- تكلف على تكلف".
بيد أن السمين انتصف للزمخشري من شيخه، ورد عنه الوصف بالعجمة فقال: "وأي عجمة في ذلك؟ على أن الشيخ جعلها متعلقة بـ "حَافِظُونَ" على ما ذكره من التضمين. وهذا لا يصح له إلا بأن يرتكب وجهًا منها، وهو التأويل بالنفي كـ "نشدتك الله"؛ لأنه استثناء مفرغ، ولا يكون إلا بعد نفي أو ما في معناه".
أَو مَا مَلَكَت أَيمَانُهُمْ (?):
أَوْ: عاطفة يفيد التنويع. مَا: يجوز فيها أن تكون حرفًا مصدريًا أو اسمًا موصولًا في محل جر عطفًا على "أَزْاوَجِهِمْ".
مَلَكَتْ: فعل ماض والتاء للتأنيث. أيمانهم: فاعل مرفوع والضمير في محل جر بالإضافة. وفي قوله: "مَا مَلَكَتْ" وجهان:
أحدهما: أن "مَا" وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل جر، عطفًا على