{إِذَا}، وعدَّها فاصلًا بين {إِلَّا} والفعل {أَلْقَى}.
وعلى هذا تكون جملة قوله: {إِذَا تَمَنَّى} اعتراضًا. والمعنى على ذلك هو: وما أرسلنا من رسول ولا نبي إلا ألقى الشيطان في أمنيته حين تمنى. وقد أفرد الفعل {تَمَنَّى} مع أنه مسبوف باثنين اكتفاء بأحدهما لدلالة الآخر عليه. والفصل بين {إِلَّا} والفعل "أَلْقىَ" بالظرف جائز. أما السمين فقال: "لا حاجة إلى هذا التكلّف المخرج للآية عن معناها والجملة شرطية".
* وجملة: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى ... } شرطية، وهو الراجح، وفي محلها من الإعراب أقوال (?):
أحدها: أنها في محل نصب حال من {رَسُولٍ}، والمعنى: ما أرسلنا إلا حالة هذه. والحالة محصورة.
الثاني: أنها صفة لـ {رَسُولٍ} في محل جر اتّباعًا على اللفظ، أو في محل نصب اتباعًا على المحل؛ إذ إن "مِنْ" حرف جر زائد. وجوَّز العكبري كونها صفة لـ {نَبِيٍّ}، والإعراب على حاله.
الثالث: أنها في محل نصب على الاستثناء المنقطع، وبه قال العكبري.
* وجملة: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ ... } استئناف مسوف لتعزية النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن ما يلقاه عام في شأن الأنبياء والرسل من قبله، فلا محل له من الإعراب.
وفي إفراد {تَمَنَّى ... } بعد قوله: {مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} قال السمين (?): "في الكلام حذف تقديره: ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا إذا تمنى ... ولا من نبي إلا إذا تمنى ... كقوله: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: 62]. وقال أبو حيان: "ذكروا أنه إذا كان العطف بالواو عاد الضمير مطابقًا على المتعاطفين.