أحدهما: أنه من باب عطف المضارع على الماضي، حملًا لـ"خَرَّ" على معنى المستقبل. ومن النحاة من أجازه مطلقأ؛ قال الفراء: "لا بأس أنَّ تردَّ (فَعَل) على (يَفْعَلُ)، وأن ترد (يَفْعَلُ) على (فَعَل) ".
الثاني: أن "تَخْطَفُهُ الطَّيْرُ" جملة في محل رفع خبر لمبتدأ مضمر، والتقدير: فهو تخطفه الطير". والفاء على هذا للاستئناف، ويكون من باب عطف الجملة على الجملة.
أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ:
أَوْ: حرف عطف؛ وفي معناه قولان: أحدهما: أنه للتنويع. والثاني: للتخيير.
قال الشهاب فالتخيير (?): "بناء على أنه لا يشترط فيها سبق الأمر. والمعنى أنه يشبَّه بهذا وبهذا النوع، أو أنت مخيَّر في تشبيهه بأيهما شئت. أو للتنويع بأن يكون الأول لمن لا خلاص له من الكفر، كمن توزع لحمه في بطون الجوارح. والثاني لمن يرجى خلاصه؛ فإن من رمته الريح في المهاوي يمكنه الخلاص".
تَهْوِي: مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ضمة مقدّرة للثقل.
بِهِ: الباء: للجر. والهاء: في محل جر به. وهو متعلقّق بـ "تَهوِي".
الرِّيحُ: فاعل مرفوع. فِي مَكَانٍ: جار ومجرور متعلق بـ" تَهوِي" كذلك. سَحِيقٍ: صفة مجرورة.
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}
ذَلِكَ (?): ذَا: للإشارة. واللام: للبُعد. والكاف: للخطاب.
وفي إعراب "ذَا" ما سبق ذكره من أوجه في نظيره [الآية 30 من هذه السورة]،