واللام: لبيان العلّة، أو هي لام الأجْل. ومَكَانَ: مفعول به منصوب. الْبَيْتِ: مضاف إليه مجرور. وتقديره: وإذ بوأنا الناس لأجل إبراهيم مكان البيت.

الثاني: بَوَّأْنَا: متعد لمفعولين، ولِإِبْرَاهِيمَ: اللام فيه مزيدة، وإبْرَاهِيمَ: مفعول أول. ومَكَانَ: مفعول ثان. قال السمين: "وهو ضعيف؛ لأنها لا تزاد إلا بعد تقدم المعمول، أو كان العامل ليس أصلًا في العمل". ولم يمنعه الفراء؛ قال: "وإن شئت، أنَّ تكون من باب "رَدِفَ لَكُم" [النمل 27/ 72] ".

الثالث: بَوَّأْنَا: متضمن معَنى (هيأنا) أو (وطَّأْنا). ولِإِبْرَاهِيمَ: جار ومجرور متعلق بـ"بَوَّأْنَا"؛ فاللام فيه للتعدية. مَكَانَ: مفعول به.

والمعنى: هيأنا له مكان البيت.

الرابع: بَوَّأْنَا: متضمن معنى (جعلنا) ناصبًا لمفعول واحد. والمفعول محذوف، وقدره الزمخشري: "اذكر حين جعلنا لإبراهيم مكان البيت مباءة" وقدَّره ابن الأنباري (مَنْزِلًا)؛ واللام على هذا متعلقة بالمصدر المحذوف. ومَكَانَ: منصوب على الظرفية، وبه قال العكبري. وأنكر ابن عطية ذلك قال: "هو ممتنع من حيث إنه ظرف مختص فحقه أنَّ يتعدَّى إليه بـ "في".

أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا:

أَنْ لَا تُشْرِكْ: في إعرابه أقوال:

أحدها: أَن: مفسرة للفعل بَوَّأْنَا من حيث إنه بمعنى (تعبَّدنا). وبه قال الزمخشري ومن قبله الكسائي. وقال الشهاب: "لما كانت "أَن" المفسرة لا بد من اتّحاد معنى ما بعدها بما قبلها، وأن يتقدمها معنى القول دون حروفه، والتبوئة بالمعنى المارّ ليست كذلك -جعل مفسرًا له باعتبار ما يلزمه وما أريد منه، وهو الأمر بالعبادة؛ لأن العبادة تكليف بالأمر والنهي، أو "بَوَّأنَا" بمعنى: قلنا له (تبوَّأْ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015