أَبْصَارُ: مبتدأ مؤخَّر مرفوع. الَّذِينَ: في محل جر بالإضافة.

كَفَرُوا: فعل ماض. والواو: في محل رفع فاعل.

* وجملة "كَفَرُوا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

وقوله: "شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ ... " في محل رفع خبر عن ضمير القصة.

الثاني: هِيَ: في محل رفع ضمير القصة. شاخصة: مبتدأ، وهو اسم فاعل عامل. أَبْصَارُ: فاعل مرفوع بـ "شَاخِصَةٌ". وها الوجه يتمشى على مذهب الكوفيين؛ إذ يجيزون تفسير ضمير القصة بالمفرد العامل عمل الفعل؛ لأنه في قوة الفعل. والمبتدأ ومعموله في محل رفع خبر عن ضمير القصة.

الثالث: هِيَ: ضمير مبهم مقصود به (الأبصار)، و "أَبْصَارُ الَّذِينَ ... " مفسر له، وهو قول الفراء. كأنه قيل: فإذا الأبصار شاخصة أبصار الذين كفروا. ولم يذكر الزمخشري غيره؛ قال: "هِيَ" ضمير مبهم توضحه (الأبصار) وتفسره كما فسَّر "الذين ظلموا" و"أَسَرُّوا"". يعني قوله: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الآية 3 من السورة]. ويقتضي ذلك أن يكون "أَبْصَارُ الَّذِينَ ... " بدلًا من "هيَ". وفيه عود الضمير على متأخر لفظًا ومعنى، وهو جائز على مذهب ابن مالك وغيره.

الرابع: "هِيَ" ضمير عماد لا محل له من الإعراب. وأجازه الفراء أيضًا. و {شَاخِصَةٌ}: خبر مقدَّم. و {أَبْصَارُ} مبتدأ مؤخّر. وفيه تقديم ضمير العماد مصحوبًا بالخبر، وهذا لا يتمشى إلا على أحد قولين للكسائي؛ إذ يجيز أن يقال: هو خير منك زيد. والأصل: زيد هو خير منك. وعلى هذا الوجه يكون أصل الآية الكريمة: فإذا أبصار الذين كفروا هي شاخصة، وذلك على مذهب من يجيز وقوع ضمير العماد قبل النكرة المحضة غير المقاربة للمعرفة، أي غير المخصصة بوصف أو إضافة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015