بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ:
بَلْ: حرف للإضراب الانتقالي. وفيه إضراب عن النفي المتقدم، إذ معناه: لا كالىء لهم يحفظهم من بأس الرحمن. ومعنى الإضراب: أنهم جديرون بصرف الخطاب عنهم؛ لأن الله لا يخطر على بالهم أصلًا. هُمْ: في محل رفع مبتدأ.
عَنْ ذِكْرِ: جار ومجرور متعلق بالخبر بعده. رَبِّهِمْ: رَب: مضاف إليه مجرور. والضمير مضاف إلى المضاف إليه في محل جر. مُعْرِضُونَ: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو.
* وجملة: "بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب.
{أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43)}
أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا (?):
أَمْ: منقطعة مفيدة للإضراب بمعنى (بل). وهي انتقال مما سبق إلى ما هو أهم، وهو الإنكار عليهم فيما زعموا من أن لهم آلهة تنصرهم وتمنعهم من الله.
قال أبو السعود: "والإنكار متوجه إلى الآلهة المتّصفة بهذا الوصف، لا إلى ذات الوصف؛ دلالة على سقوطها من مرتبة الوجود، فضلًا عن رتبة المنع". وفي القرطبي: "أَمْ لَهُمْ" هي (أَلَهُمْ) والميم صلة [يعني زائدة].
لَهُمْ: اللام: للجر. والضمير في محل جر به. والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. آلِهَةٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع. ويجوز إعرابه فاعلًا مرفوعًا بالمتعلق المحذوف. تَمْنَعُهُمْ: مضارع مرفوع والضمير في محل نصب مفعول به، والفاعل مستتر تقديره (هي).