{بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (40)}
بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً:
بَل (?): حرف يفيد الإضراب الانتقالي. وفي حاشية الجمل: "اضرب وانتقل من بيان سبب الاستعجال؛ وهو عدم علمهم بهول وقت وقوعه إلى بيان كيفية الوقوع". وقال ابن عطية: "هو استدراك مقدَّر قبله نفي، تقديره أن الآيات لا تأتي على اقتراحهم، بل تأتيهم بغتة".
وردَّه السمين فقال: هو قول يقتضي أن "يكون الظاهر أن الآيات تأتي بغتة، وليس مرادًا قطعًا. وإن أراد أن يكون التقدير: بل تأتيهم الساعة أو النار، فليس مطابقًا لقاعدة الإضراب".
وقال أبو السعود وجماعة: ""بل" عاطفة لجملة "تَأتِيهِم" على جملة "لَا يَكُفُّونَ"؛ أي لا يكفونها بل تأتيهم".
تَأتِيهِم: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة. والضمير في محل نصب مفعول به. والفاعل: ضمير مستتر عائد على (النار) أو (الحين)؛ لأنه بمعنى (الساعة)، وقيل: على (الساعة)، وقيل: على (الوعد)، وهو قول الهمداني وابن عطية. وقيل: (النار) التي وعدوها، وإن لم يجر لها ذكر لأنها معلومة كقوله: {مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} [النحل: 16/ 61]. ذكره الهمداني. وقال الزمخشري: "وفيه تكلف". قلت: وتفسيرها بالنار وارد ولا تكلف فيه إذا أعربت "بَل" عاطفة وليست للإضراب الانتقالي.
بَغتَةً (?): في نصبه وجهان:
أحدهما: أنه نائب عن المفعول المطلق؛ لمجيئه من غير لفظ الفعل، على تفسير "تَأتِيهِم" بمعنى (تبغتهم).