حيث إنه لما جوّز أن يكون المضاف إليه شيئين، جعل الخبر الجارّ، و "يَسبَحُونَ" حالًا؛ فرارًا من عدم مطابقة الخبر للمبتدأ فوقع في تخالف الحال وصاحبها".
وجوّزه البيضاوي لعدم اللبس (?).
وأما الإشكال الثالث في إفراد "فَلَكٍ" مع أن لكل واحد منهما فلكًا على حدة، فقال فيه الزمخشري وتبعه جماعة (?): "هذا كقولهم: كَساهُم الأميرُ حلةً، وقلَّدهم سيفًا؛ فهو على إرادة الدلالة على الجنس اختصارًا بالفرد الشائع في جنسه: أي كسا كل واحد منهم حلة، وقلده سيفًا".
{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34)}
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ:
الواو: للاستئناف. جَعَلْنَا: فعل ماض. ونَا: في محل رفع فاعل.
لِبَشَرٍ: جار ومجرور في محل نصب مفعول ثان مقدّم للجعل.
مِنْ قَبْلِكَ: جار ومجرور. والكاف: في محل جر بالإضافة.
- والجار والمجرور متعلّق بمحذوف صفة لـ "بَشَرٍ".
الخُلدَ: مفعول أول للجعل مؤخر منصوب.
* جملة: "وَمَا جَعَلْنَا ... " استئنافية سيقت لتقرير حقيقة الموت، وأنه سُنَّة جارية على البشر؛ ردّا على قول المشركين: سيموت محمد، وأنه لا موجب للشماتة فيه.
أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ:
الهمزة: للاستفهام الإنكاري. والفاء: عاطفة على جملة مقدّرة. قال الزمخشري