وعلى ذلك ففي إعرابه وجهان:
1 - إِن: نافية. كُنَّا: فعل ماض ناسخ مبني على السكون. ونَا: في محل رفع اسم للكون. فاعلين: خبر الكون منصوب، وعلامة نصبه الياء. والمعنى بعبارة الشهاب: "لكنا ما أردنا فما كنا فاعلين".
وقال. الزجاج: هو قول النحويين، وهم أجمعون يستجيدونه؛ لأن "إِن" تكون في معنى النفي. إلا أن "إِن" أكثر ما تأتي مع اللام الفارقة؛ تقول: إن كنت لصالحًا، معناه: ما كنت إلا صالحًا.
* والجملة -على هذا- تذييل مصرَّح بمضمون ما تقدم، فلا محل لها من الإعراب.
2 - إِن: حرف شرط جازم بمعنى (لو). كُنَّا: فعل ماض ناسخ في محل جزم بـ "إِن". ونَا: اسمه. فاعلين: خبره. وجواب الشرط محذوف ثقة بدلالة ما تقدمه عليه، والمعنى بعبارة الهمداني: "لو كنا فاعلين ذلك لاتخذناه من لدنا، ولكنا لسنا بفاعلين لكونه مستحيلًا منا".
قال أبو حيان: "وهو الوجه الظاهر".
وقال الفراء: "وهو أبين الوجهين بمذهب العربية".
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)}
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ:
بَل: حرف يفيد الإضراب الإبطالي. قال صاحب زاد المسير: "أي دع ذاك الذي قالوا فإنه باطل" (?). نَقذِفُ: مضارع مرفوع، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره (نحن). بِالحق: جار ومجرور متعلق بـ "نَقذِفُ".
عَلَى الْبَاطِلِ: جار ومجرور، متعلق بمحذوف حال؛ أي مستعليًا على الباطل.